![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() عَمِلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في شبابِه في رعيِ الغنمِ؛ ليُخفِّفَ عنْ عمِّه أبي طالبٍ مَؤُونةَ الإنفاقِ عليه، ولَمَّا بلَغ صلى الله عليه وسلم الثَّانيةَ عَشْرةَ مِن عُمُرِه خرج به عمُّه في تجارةٍ إلى بلادِ الشَّامِ، وذلك مِنْ تمامِ لُطْفِه به، لعدمِ مَنْ يقومُ عليه إذا تركه، فاكتسَب في هذه الرِّحلةِ خبرةً بأحوالِ النَّاسِ، ومعرفةً بطرقِ التِّجارةِ، وقد رأى منه عمُّه في تلك السَّفرةِ مِنَ الآياتِ ما زادَ عمَّه في الوَصاةِ به والحرصِ عليه؛ مِن تظليلِ الغمامةِ له، ومَيْلِ الشَّجرةِ بظِلِّها عليه، وتبشيرِ بَحِيرا الرَّاهبِ به، وأمرِه لعمِّه بالرُّجوعِ به لئلَّا يراه اليهودُ فيَرُومُونَه سوءًا[1]. ولَمَّا بلَغ صلى الله عليه وسلم الخامسةَ عشْرةَ عايشَ حربَ الفِجارِ، وشاركَ أعمامَه في بعضِ أيَّامِها دفاعًا عنِ المقدَّساتِ. ثُمَّ شهِد -وعُمُرُه عشرونَ عامًا- حِلْفَ الفُضُولِ الَّذي تَعاهَدَ فيه زعماءُ قريشٍ على نصرةِ كلِّ مظلومٍ بمكَّةَ وإعطائِه حقَّه، قال صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا، لَوْ دُعِيتُ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ، تَحَالَفُوا أَنْ يَرُدُّوا الْفُضُولَ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَنْ لَا يَعُزَّ ظَالِمٌ مَظْلُومًا»[2]. ولقد أنبتَ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم نباتًا حسنًا، وجبَله على صفاتِ الكمالِ؛ فقد كان أحسنَ أقرانِه خَلْقًا، وأزكاهم خُلُقًا، وأرجحَهم عقلًا، وأصدقَهم حديثًا، وأحفظَهم أمانةً؛ حتَّى سُمِّيَ صلى الله عليه وسلم (الأمينَ). وحفِظه اللهُ مِنَ الرَّذائلِ، فلم يعبدْ صنمًا، ولم يشربْ خمرًا، ولم يَرتكِبْ ما يُدَنِّسُ العِرْضَ، أو يَحُطُّ مِنَ الشَّرفِ والرُّجولةِ. المصدر: منتدى تراتيل شاعر - من قسم: نفحات من السنة النبوية lk lhz]m hgsdvm: afhfi wgn hggi ugdi ,sgl |
![]() |
|
|
|
جميع الحقوق محفوظة : تراتيل شاعر