![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
*المنزل ليس بفندق خمس نجوم ....*
*والأب ليس موظف استقبال!!!* نحن في زمنٍ ظن فيه بعض الأبناء أن التربية خدمة فندقية خمس نجوم… مع فطور مجاني وتدليك عاطفي!!! بطاقة دخول بلا مسؤولية؟؟ يدخل الولد إلى البيت، ووجهه عابس كأن الكهرباء انقطعت، يرمي الحذاء في مكان والشراب في مكان آخر، ثم يتوجه مباشرة إلى الثلاجة، كأنها جهاز إنعاش نفسي! تأخذه الأم بهدوء: “كيف كان يومك يا حبيبي؟” فيجيب: “تعبان… لا تسأليني!” ويا ليت الموضوع يقف عند هذا الحد، بل يستلقي على الأريكة… ويبدأ بانتظار “الخدمة”! تُحضَر له السفرة، وتُرفع من بعده الأطباق، ويغادر دون حتى أن يقول: “شكرًا!” كأنه نزيل فندق خمس نجوم… جاء فقط ليستريح ثم يغادر دون وداع. عندما يصبح الأب موظفًا تحت الطلب! الأب في الماضي، كان قائدًا… عمودًا… كلمةً تردع وتربّي. أما الآن، فبعض الأبناء ينظرون إليه كأنه موظف استقبال مطلوب منه أن يبتسم دائمًا، أن يوفر المصروف، السيارة، الانترنت، وفي النهاية… “ما تعرف تربي!” إذا قال كلمة توجيه! صار الأب يعتذر إذا غضب، ويبرر إذا نصح، والمصيبة أن الأبناء يريدونه “رقيقًا، مبتسمًا، وبدون أي شروط”! وكأنهم اشتركوا في تطبيق “أب بلس” المدفوع! التربية ليست وجبات جاهزة! التربية ليست وجبة تطلبها من “طلبات” وتوصلك ساخنة! بل هي سلسلة من الجهد، المتابعة، التحفيز، والحزم عند الحاجة. لكن عندما يتحول المنزل إلى فندق، والأب إلى جهاز صرف آلي، والأم إلى خدمة غرف شاملة… يتعلم الابن أن يأخذ دون أن يعطي، وأن يطلب دون أن يشارك، وأن يعيش وكأن الآخرين موظفون في راحته النفسية! نحن لا نربي خُدّامًا بل رجالاً! المشكلة ليست في الأبناء فقط، بل أحيانًا فينا نحن الكبار، نخجل من قول “لا”، ونرتبك من قول “انهض وساعد”، ونعطي أكثر مما يجب… ثم نتساءل: لماذا لا يُقدّر؟ نحتاج أن نعود لتلك التربية التي تزرع الاحترام بالحب، والمسؤولية بالقدوة. نحتاج أن نقول: “قم، واغسل صحونك، ونظّف غرفتك، هذا بيتك وليس فندقاً!” ليتعلم أن ما يُقدم له، ليس واجبًا، بل حبًا… وأن الأب ليس موظفًا… بل نعمة، وقدوة، وصخرة يُبنى عليها الوعي. جيل الفندق… أم جيل الوطن؟ إن ربّينا على “خذ فقط”، سنخرج جيلاً ضعيفًا أمام أبسط المواقف. أما إن ربّينا على “شارك، وتحمّل، وكن مسؤولاً”، فسنزرع رجلاً يعرف كيف يخدم بيته، وأهله، ومجتمعه، ووطنه. *لأن الأبناء ليسوا مشاريع ترف،* *بل مشاريع وطن…* والمجتمع لا يُبنى بـ”الطلبات الجاهزة”، بل بالرجال الذين لا ينتظرون… بل يبادرون.. المصدر: منتدى تراتيل شاعر - من قسم: الحياه الزوجيه o]lm tk]rdm ols k[,l |
![]() |
|
|
|
جميع الحقوق محفوظة : تراتيل شاعر