تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو الشيء الذي يقتل الحب


نور
06-28-2025, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو ذلك الشيء الذي يقتل الحبّ والكراهية، ويقضي على الرضا والغضب، ويمحو الفرح والحزن، ويطفئ لذة الحلو ومرارة المرّ، ويذهب حتى بالرائحة الطيّبة والخبيثة، بل ويقضي على العقل والمنطق واللامنطق؟
هل عرفته؟ نعم، إنه التعوّد، الذي يجعل أحبَّ وجهٍ إليك أمرًا عاديًا، وكذلك أبغض وجه. ويجعل أقبح الروائح وأنْتنها أمرًا مألوفًا، ويجعل الفكرة اللامنطقية المخالفة للعقل شيئًا مقبولًا وعاديًا.
فمثلًا، الناس في شؤون المال والحسابات يتعاملون بالعقل والمنطق؛ حيث إن ١+١+١=٣، ومع ذلك، نجد ما يفوق الملياري إنسان من بين البشر يؤمنون – كأحد أهم مبادئ دينهم – بأن ١+١+١=١، ويعدّونه أمرًا منطقيًا لا يتعارض مع العقل.
والسبب في ذلك كله: التعوّد والتلقين منذ الصغر
فهل وقعنا نحن أيضًا في هذا؟
هل فكّرت مليًّا؟ نعم، لقد وقعنا... نعم، وقعنا.
فجميع الناس، في إثبات الحقوق عمومًا – سواء في الأموال أو العقوبات (كالحدود) وغيرها – يحتكمون إلى مبدأ الشهادة الحاضرة: شهادة من سمع أو رأى بنفسه، لا غيره، ولا يقبلون غير ذلك.
أما في الدين، فإن أكثر الناس يقبلون ويؤمنون بالشهادة بالتسامع؛ أي شهادة من لم يسمع ولم يشاهد بنفسه، وإنما ينقل عن فلان، عن فلان، عن فلان، وتُقبل أقوالهم وتُطبع كتبهم وتُنسخ منذ أكثر من ألف عام، ويُرتضى في أمور الدين ما لا يُرتضى في النفس أو المال أو الدم، حتى صار هذا أمرًا منطقيًا ومقبولًا لدى الأكثرين.
والسبب في ذلك – مرة أخرى – هو التعوّد والتلقين منذ الصغر.
هؤلاء نحن... نأخذ ونؤمن بما يُسمّى "بالأثر" – أي السنّة المروية – والتي تقوم أساسًا على الشهادة بالتسامع، تلك الشهادة التي لا يقبلها أحدنا حجةً تُقام عليه أو له في أي شأن من شؤون حياته.
تأمل!
لو جاءك أحدهم اليوم وقال لك: "فلانٌ يقول إنك شتمتني وسببتَني"، لقلتَ له فورًا: "هاتِ فلانًا هذا ليشهد بذلك أمامي"، ولن تقبل مجرد النقل عنه، مهما كان ناقله.
ولكنك، في الدين، تقبل قول: "فلان عن فلان عن فلان"، دون أن ترى أحدًا منهم، بل وتبني على ذلك إيمانك، وعبادتك، وحكمك على غيرك، وربما حياتك ومماتك.

وهنا يظهر سؤال حاسم:
إذا كان هذا هو معيار القَبول، فهل معنى ذلك أن تصديق القرآن والإيمان به غير صحيح أيضًا؟
الجواب: كلا.
فالقرآن له دلائل أخرى، تثبت – لمن نظر بعقله وقلبه – أنه كلام الله الحق، وأنه نور وهداية.(وهذا قلناه سابقاً)
يكفي الإنسان أن يكون صادقًا في طلب الحق، ثم يدرس القرآن بتجرد، ليعلم أنه هو السنّة الحقيقية لرسول الله، صلى الله عليه وسلم.

لكن، بعد التعود، احذر من شيء أعظم، وهو الكِبر.
الكِبرُ هو الحاجز الأكبر بينك وبين الحق، حتى لو ظهر لك ناصعًا كالشمس.

واعلم أن أول معول هُدم به بنيان هذه الأمة، كان حين رُفع الظن إلى مقام التقديس، وبدأ تدوين ما يُسمى بالأثر، ثم صُيّرت أقوال الرجال دينًا، فصار السادة والمحبوبون أولياء مع الله، يُحرّمون ما أحل، ويُحلّون ما حرّم، بزعم أن القرآن لا يُفهم إلا بالسنة، والسنة لا يفهمها إلا "خاصة الخاصة".
فجُعل الحكم والتحليل والتحريم بيد الكُبراء والسادة والمحبوبين، حتى وإن ناقضت أقوالهم نصوص القرآن المحكمة البينات المفصلة، أو حتى ظاهر ما يروونه من سنة.

ولن تعود هذه الأمة إلى رشدها، إلا إذا اعتصمت بكتاب الله وحده، وتركَت الظن، واتّبعت الحجة البالغة.
ولن يُدرك ذلك إلا من صح فهمه وإيمانه بمبدأ ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) ، ووثق بالعقل الذي وهبه الله له، ثم لجأ إلى الله بالدعاء، فهو السميع العليم، الهادي إلى الصراط المستقيم، وهو الذي جعل للحق سلطانًا لا يُدحض.

فلم يبق لأولي الألباب إلا التفكر والتدبر ولم يبقَ لأهل الصدق إلا التسليم والإيمان، ولم يبقَ لأهل الظن وأتباع الهوى، إلا الكذب، والاستهزاء، والكِبر، والسبّ، والمكر يتشبثون بها، وقد غرّهم في دينهم ما كانوا يفترون.

فلا نقول إلا: وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون

رآقـيے بطبعيے
06-28-2025, 04:32 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/600/600423a90gwy5jg6.gif
سـلــمُ لـنــاهـذُآ الـــذوُوُق
الذُي يقطفُ لنا..
وسلم لنا هذا القلم المميز
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..
ما ننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
ل روحك الجووري
بانتظار جديدكِ بشوق
http://sl.glitter-graphics.net/pub/600/600423a90gwy5jg6.gif
https://abs.twimg.com/emoji/v2/72x72/2615.pnghttps://abs.twimg.com/emoji/v2/72x72/1f339.pnghttps://abs.twimg.com/emoji/v2/72x72/1f1f0-1f1fc.pnghttps://abs.twimg.com/emoji/v2/72x72/1f343.png